من يقدر يدفع ثمن الخطية؟

تصوّر معايا هاد المشهد: واحد دار جريمة خطيرة – قتل أو سرقة أو ظلم كبير – ومشا عند القاضي وقال ليه: “سمح ليا، أنا نادم وباكيت على داك الشي اللي درت.” واش القاضي يقدر يجاوبه: “حيت ندمت، سير فحالك”؟ أكيد لا، لأن العدالة كتطلب محاسبة.


دابا، إيلا الإنسان يخطئ فحق إنسان آخر وخصو يعتذر ويعوّض الضرر، فماذا عن الخطية ضد الله القدوس؟
من يقدر يعوّضها؟
واش كافية التوبة فقط باش تنمسح؟
واش الله فعلاً يغفر بسهولة؟
ولا الخطية خاصها ثمن يُدفع؟


هاد الأسئلة مهمة بزاف، وماشي غير فلسفية. الجواب عليهم يحدد المصير ديال كل واحد فينا.
الكتاب المقدس كيعلم أن الخطية مشي مجرد زلة بسيطة، بل هي تمرد على الله، وهي سبب الفساد والموت اللي كيعاني منهم الإنسان. فـ رومية 6: 23 مكتوب:
لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ…


الله ماشي قاسي ولا متسلط، لكن عادل. القداسة دياله ما كتسمحش يتساهل مع الشر. الخطية كتفصل بين الإنسان والله، وكتخلق دين روحي خاصو يتخلص.
ولكن الكتاب المقدس ما كيوقفش عند العقوبة، بل كيعطينا الأمل:
…وأما هِبَةُ اللهِ فَهِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ فِي عِيسَى الْمَسِيحِ رَبِّنَا.


الله في محبته، ما خلاش الإنسان يتخلص على راسو. هو نفسه وفّر الوسيلة. فـ إشعياء 53: 5 مكتوب:
وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا… وَبِجُرْحِهِ شُفِينَا.”


عيسى المسيح، الإنسان الوحيد اللي ما عمل حتى خطية، جاء باش ياخذ العقوبة علينا. مات على الصليب، ودمه الطاهر سفك باش يغطّي خطايانا. الله ما تغاضاش على الشر، بل حاسب الخطية في جسد المسيح، وبهذا الطريقة حقق العدالة وقدّم الرحمة.

 

أشنو الفرق مع الفكر الإسلامي؟
في الإسلام، كيتعلّم الناس أن الله يقدر يغفر الذنوب بمجرد التوبة، وحتى من غيرها أحيانًا، حسب مشيئته. وهذا كيخلي بزاف الناس يعيشوا في الشك والقلق:
واش الله غادي يغفر ليا؟
واش التوبة ديالي صافية بما فيه الكفاية؟
واش الصلاة والصيام والحسنات غادي تكفّي؟
ولكن المشكل أن هاد المنظور كيخلّي باب العدالة الإلهية مفتوح على الغموض:
إذا الله غفر بدون عقوبة، فين هو العدل؟
وإذا كان يعاقب البعض ويغفر لآخرين، علاش هاد التفاوت؟


المسيحية كتعطي جواب مختلف تمامًا:
• نعم، الله يغفر.
• نعم، الله رحيم.


لكن المغفرة كتجي من خلال عدالة مُشبَعة بالكامل.
ماشي الله غفر ودار عين ميكة، بل غفر لأنه دفع الثمن بنفسه في شخص عيسى المسيح.
الخطية كتساوي موت، حسب العدالة الإلهية.
لكن المحبة كتساوي فداء، حسب قلب الله.
الله ماشي واحد قاضي اللي كيفرض العقوبة، بل هو الآب المحب اللي وقف بينك وبين الدين وقال:
“أنا غادي نخلص عليه.”
وخلص فعلاً. بالصليب.
هاد الموقف ماشي ضعف، بل أقوى لحظة في التاريخ:
فيها الخطية تُدان، والإنسان يُفتدى.
فيها العدل يُشبع، والمحبة تُمنح.


هل كتظن فعلاً أن كل خطية خاصة تتحاسب؟
واش مستعد تدفع الثمن بنفسك؟
واش تقدر تضمن أنك توبتك كاملة وقدّام الله مقبولة؟
وإلا كان الله قدّم لك فداء مضمون، كيفاش ترفضه؟

 

الله ما كيغفرش بسهولة، ولكن كيغفر بالكامل.
وهاد الغفران مشروط بقبول الوسيلة الوحيدة اللي دارها الله:
المسيح اللي مات على الصليب مكانك.

 

نداء مباشر ليك:
أجي وقول مع راسك اليوم:
“ما غاديش نبقى عايش فالتساؤل والشك.
غادي نقبل الفداء اللي قدمه عيسى المسيح.
غادي نثق أن ثمن خطاياي تخلص، وغادي نعيش بحرية وغفران حقيقي.”

 

واش غادي تبقى كتحاول تكفّر على خطاياك وحدك؟
ولا غادي تقبل اللي نجاك وخلص في بلاصتك ثمن خطاياك؟
القرار اليوم بين يديك.
هل تقبل الغفران اللي ينجيك؟

 

This site uses cookies to ensure you get the best experience.